النبي عليه الصلاة والسلام منّ الله سبحانه وتعالى على هذه الأمّة بأن بَعثَ فيها رسولًا منها ليُخرجها من ظلمات الشّرك والضّلال إلى نور الهِداية والتّوحيد، وقد ظلّ هذا النّبي الكريم في قومه يدعو إلى الإسلام ويعلّم النّاس الكتاب والحكمة والخلق الكريم متحمّلًا الأذى والمشقّة والصّعاب حتّى انتقل إلى الرّفيق الأعلى. لا شكّ بأنّ واجب المسلمين اتجاه النّبي الكريم أن يقتفوا أثره، ويتّبعوا هديه وسنّته، وأن يَحرصوا على ذكره دائمًا والصّلاة عليه لما في الصّلاة والسّلام عليه من فضلٍ كبير.
فضل الصّلاة على النّبي الكريم - استجابةٌ لأمر الله سبحانه وتعالى حينما قال عزّ وجل (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56] ؛ فالله سبحانه وتعالى وملائكته يصلّون على النّبي، والصّلاة عليه كما قال العلماء والمفسرون هي الثّناء عليه في الملأ الأعلى، وقيل هي الرّحمة من الله تعالى، والاستغفار من قبل الملائكة، والدّعاء من قبل الآدميين؛ فالصّلاة إذن هي اتّباعٌ لأمر الله تعالى وانقياد له فيما يفعله سبحانه وملائكته، ولا شكّ بأنّ اتباع أوامر الله تعالى تدلّ على الإيمان واليقين الذي يترتّب عليه الأجر الكبير والثّواب العظيم من عند الله تعالى.
- علامةٌ على كرم النّفس وسخائها، وأصالة جوهرها، ونقاء سريرتها؛ فقد بيّن النّبي الكريم في الحديث الشّريف حال البخيل وهو الذي يُذكر عنده اسم النّبي عليه الصّلاة والسّلام ولا يُصلّي عليه.
- سبب لتحصيل الأجور والحسنات؛ فمن صلّى على النّبي صلاةً صلّى الله بها عليه عشرا، كما أنّها تكتب لصاحبها عشر حسنات وتمحو عنه عشر سيئات، وترفعه عشر درجات، ولا شكّ بأنّ ذلك يدلّ على فضل الصّلاة على النّبي الكريم.
- سببٌ لغفران الذّنوب وإبعاد الهموم عن النّفس؛ فقد جاء الصّحابي الجليل أبيّ ابن كعب رضي الله عنه إلى النّبي عليه الصّلاة والسّلام يسأله عن مقدار ما يخصّص له من الصّلاة من مجموع صلاته ودعائه، وظلّ النّبي الكريم يقول له إن زدت فهو خيرٌ لك حتّى قال أبي، إذاً أجعل لك صلاتي كلّها يا رسول الله، فقال له النّبي الكريم إذًا يغفر ذنبك ويكفي همّك.
- سببٌ لبركة المجالس، وتنزّل السّكينة والرّحمات حينما تحفّ الملائكة هذه المجالس بأجنحتها بفضل ذكرهم لله تعالى والصّلاة على نبيّه، وفي الحديث الشّريف قوله عليه الصّلاة والسّلام: (ما جلس قومٌ مجلساً لم يذكروا الله فيه، ولم يصلوا على نبيّهم إلاّ كان عليهم ترة، فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم).